أو ليس هو الروح الذي قال عنه ربنا سبحانه وتعالى :
«نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ» (١٩٣ / الشعراء)
فما هو الروح ومن أين يأتي ومن يسوقه؟
(وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي)
وهذا الروح ملك من ملائكة الله ، مخلوق مدبر ، وهو الذي ينزل في ليلة القدر حيث يقول ربنا سبحانه.
«تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها» وهو الذي يسدد الله به الأنبياء وهو أعظم من جبرئيل وميكائيل ، وكذلك جاء في الأحاديث وأضاف بعضها :
«له سبعون الف وجه لكل وجه سبعون الف لسان يسبح الله بجميع ذلك» (١)
ويرى بعض المفسرين ان الروح هنا هو روح الإنسان ، والكائنات الحية ، بيد ان سياق الآية يدل على ان المراد منه هو روح القدس ، أو ليس الحديث لا يزال عن القرآن وهو الذي نزل به الروح الأمين ، بلى لا يمكننا ان نقول روح الإنسان ، وجميع الأحياء بل حتى أرواح الملائكة تقتبس الحياة من ذلك الروح ، والروح واسطة بين الإنسان والحياة ، وهناك العقل هو ظل من ظلال الروح ، والعلم الانساني جزء من علم الروح ، ذلك الملك العظيم ، وهكذا اختلفت الأحاديث المأثورة عن مصادر الوحي في معنى الروح هنا ، فبينما نجد بعضها يؤكد على انه الملك العظيم ، يقول : بعضها بأنه روح الإنسان ، والواقع انهما معا من مشكاة واحد ، تعال نقرأ معا بعض تلك النصوص :
__________________
(١) راجع كتاب نور الثقلين ج ٣ ص (٢١٥ / ٢١٩)