لا نصرته لعباده في حطين وعين جالوت لانطفأت شمعة الإسلام ، ولو لا تأييده للمؤمنين في إيران على الشاه لما انتعش الأمل بتحقيق وعد الله «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ» واستمرار التأييد الغيبي لدينه دليل على صدق النبي وصدق رسالته ، وما أكثر الشواهد الغيبية ، والألطاف الخفية والظاهرة التي أنعم الله بها على عباده المؤمنين في جهادهم.
ثالثا : عظم درجة رسول الله (ص) ومنزلته الخصيصة عند الله فقد جرب بعض أصحابه كيف كان يشفع لهم عند الله في تحقيق مسائلهم ، فيستجيب الله لهم ، بل لا تزال الشفاعة الى يومنا هذا ، فالله يستجيب لكل مؤمن إذا توسل اليه بجاه رسوله ، وقد جاء في الحديث كتاب (فيض القدير) فيما روى الطبراني في الأوسط عن علي (ع) موقوفا قال :
«كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد»
وهناك الكثير من الشواهد التي يوجزها الله سبحانه بقوله : «كَفى بِاللهِ شَهِيداً».
هذا وقد ذهب البعض في تفسيره لهذه الآية «قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ» بأنها قطع للجدل والصراع بين الرسول (ص) وقومه حينما غضب عليهم لعنادهم ، فقال : «كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ» وهذا تفسير بعيد ، بل هذه شهادة من الله على صدق الرسالة كما فعل الله لأنبيائه السابقين عليهم السلام ، حيث حول نيران نمرود الى برد وسلام على إبراهيم ، وكانت حجة على صدق إبراهيم ، وإغراق فرعون ، ونصر موسى عليهم السلام ، وأحياء الموتى على يد عيسى (ع) وكثير من الحجج التي حدثنا عنها القرآن من هذا القبيل معاجز عاجلة أو آجلة تشهد