على صدق الرسالات.
[٩٧] (وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِهِ)
ثم يبين القرآن ان الله هو الهادي الذي يهدي العباد الى الرسالة والايمان بها ، وسبق ان أوضحنا ان الهداية مرحلة متقدمة من التكامل البشري ، لان الإنسان لن يبلغ مرحلة الهداية الا بعد رحلة شاقة ، ولن يصل إليها الضال الذي حجبته المعاصي عن رؤية الحق وأولئك لا ينفعهم أحد من أوليائهم شيئا.
(وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا)
لأنهم لم يستفيدوا من نعم الحواس والعقل ، لذلك سوف يسلبهم الله تلك النعم يوم القيامة ، وهذا جزاء من عطل وظيفة عينيه وأذنيه ولسانه.
(مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً)
كلما ضعفت نار جهنم باعتبارها مادة ، يزودها الله سبحانه بالوقود لتزداد سعيرا ـ والعياذ بالله ـ فالعذاب دائم والنار تتجدد ، ولا منقذ لنا من عذابها سوى أخلاق الايمان ، ومحض الطاعة ، وانتهاز الفرص واختلاس لحظات العمر ، لنقضيها في عبادة الله ، وأمامنا فرصة عند كل منعطف في مسيرتنا. فرمضان ربيع المؤمنين ، والحج معراج الصالحين ، فيجب ان لا نفوّت تلك الفرص ، والحديث الشريف يقول :
«ان من لم يغفر له في شهر رمضان فلا يغفر له الا إذا أدرك عرفات»
فلننقذ أنفسنا من نار جهنم التي لا بد من ورودها كما قال : «وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا» فمن استطاع إنقاذ نفسه ، وتدرع ضد جهنم