اهدافه المنشودة ، عبر طريق مستقيم لا اعوجاج فيه ولا نتوءات ، وبديهي انه يكون أقرب الطرق وأسرعها.
ونجد هذا الاتجاه أيضا في الطبيعة التي تجري سننها وقوانينها على أساس التوصل الى الهدف من اقصر السبل وأسرعها ، فمثلا الضوء والصوت والحرارة وموجات المذياع ، تتحرك عبر أقرب وأفضل الخطوط ، وعند ما تتعارض القوى فأن الطاقة المغناطيسية أو الكهربائية أو الطاقة الحركية للأجرام السماوية في مداراتها الفلكية تختار اقصر الخطوط المنحنية في الانتقال وهكذا فأن الطبيعة لا تحب التراخي والتباطئ في أداء الأعمال ولا الالتواء في المسير الى الهدف وهكذا السبل القرآنية ، وهذا التطابق بين السنن القرآنية والسنن الكونية دليل على وحدانية الخالق ورحمانيته ، وان له الحمد في الأولى والآخرة.
الكتاب القيّم :
[٢] (قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً)
كتاب الله كتاب متكامل وحكيم ، فهو يجعل الأمور في مواقعها ويعطي كل شيء حقه ، بنسبة حاجته إليه دون زيادة أو نقصان.
وربما تشير كلمة «قيما» الى هذه الفكرة ، وهي ان كل نظرة وكل حكم شرعي وبالتالي كل وصية وموعظة فيه إنما هي بقدر الحاجة ، وبنسبة الواقع الخارجي ، وبموازين دقيقة.
فمثلا حين يقول القرآن أن الزوج يرث نصف مال زوجته بعد موتها ان لم تخلف ولدا وراءها ، فلا يعني ذلك الا ان هذه الحصة تتطابق مع حكمة الحياة ومع واقعيات الاقتصاد الأسري ، مع حاجة الزوج وطبيعة العلاقة التي تربط الزوج