بعذاب شديد ينزل من لدن الرب القوي العزيز.
الحافز الثاني :
وهو حافز التبشير ، حيث يعد الله الإنسان حينما يهتدي بالكتاب ، ويعمل وفق برامجه بالأجر الحسن والنعم الإضافية ، التي هي أعظم من تلك التي بيد الإنسان ، حيث يمكث فيها مخلدا.
وهنا نجد إثارة لإحساس هام في البشر وهو حب الخلود والخشية من زوال النعم ، ويستفيد الكتاب من هذا الأحساس وتلك الخشية ليدفع الإنسان الى تقبل الهداية الإلهية التي تضمن له ان يظل ماكثا في نعم الله أبدا.
(لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ)
هناك فرق بين البأس والضر ، إذ الضر قد يأتي من الطبيعة ، أو بسبب المرض ، أو ما أشبه ، بيد ان البأس لا يأتي الا من جهة عاقلة ، والكتاب ينذر الإنسان ببأس من عند الله ، اي ان الله هو الذي يقدر ويمكر فيعذب ، وهذا أبلغ في الموعظة. لأن الخطر الذي يأتي من الطبيعة ربما يتمكن الإنسان من تجنبه بطريقة ما ، ولكن سهم العذاب الذي يوجهه الله إليك لا يخطئ هدفه أبدا ، لماذا؟ لان ارادة العليم القدير الذي خلق الكون وخلقك وخلق كل شيء هي النافذة حتما ، فأين المفر من عذاب الله وأين المهرب؟ وكما جاء في الدعاء : «ولا يمكن الفرار من حكومتك».
العلاقة الوثيقة :
(وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً)
هنا يسعى القرآن في آياته الكريمة المرة بعد الأخرى ، وبتأكيد شديد وبأساليب