وقدره ، لا حسب أرادتك وعلمك. فلما ذا لا تقول :
(لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ)
ثم انك الآن لا تستطيع ان تستفيد من هذه الثمار إلا بعون الله ، وهكذا فأن الخير الذي حصلت عليه سابقا كان من الله ، والخير الذي تأمله في المستقبل هو أيضا من الله ، وهذا هو الإطار الذي يجب ان نتعامل به مع الطبيعة والثروة والغنى.
(إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً)
ان غرورك واستعلاءك قد يدفعك الى خسارة كل شيء ، وآنذاك سأكون انا الذي تنظر اليّ باحتقار أفضل حالا منك ، لأن القناعة كنز لا يفنى.
ثم اني آمل فضل الله بشكري ، وأنت تعرض نفسك لسخط الله بكفرك.
[٤٠] (فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً)
هذا هو الفرق ، فالفقير كان يتمسك بأهداب الأمل ويرجو رحمة الله ، بينما الغني كان يعتز بالغرور ، وهذه عبرة كبيرة لك ايها الإنسان : ففي اي لحظة من لحظات حياتك سواء كنت غنيا أم فقيرا ـ أنظر نظرة بعيدة ـ فالغنى قد يتحول فقرا فلا تبطر ، وكذلك الفقر قد يكون طريقا للغنى فلا تيأس ، هذه هي تعاليم الرسالة.
العقاب الإلهي :
يقول المفسرون : ان كلمة الحسبان تدل على الرماية المحسوبة التي يقوم بها الرماة في وقت واحد والكلمة مأخوذة من لفظة الحساب ، ثم اختلفوا : هل الحسبان عذاب من السماء ، أم سيل في الأرض ، أم زلزال ، أم ماذا؟