أي ذلك المكان هو بغيتنا وهدف رحلتنا.
(فَارْتَدَّا عَلى آثارِهِما قَصَصاً)
اي عادا على ذات الطريق وهما يبحثان عن الآثار.
وقبل ان نتابع قصة موسى مع العالم في الدرس القادم دعنا نتدبر في موضوع النسيان الذي يتكرر في هذه الآيات.
في آية سبقت بين القرآن قضية مهمة فقال : «وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً» وفي هذه الآيات نجد قوله تعالى وما انسانية الا الشيطان وهاتان الآيتان صريحتان في ان الشيطان ينسي ، والله يذكّر ، فما معنى هذه الفكرة؟
ان فكر الإنسان يشبه مصباحا كامل الضياء ، ليس بحاجة للوقود ولكن هناك حواجز هي التي تسد منافذ هذا الضياء ، فما هي تلك الحواجز؟
أنها مجموعة عوامل مادية تقوم على أساس اهتمام الإنسان بزينة الحياة الدنيا ومتاعها ، وقد يكون فتى موسى (ع) وهما يمشيان على البحر قد انشغل بزينة البحر ، أو ببعض الأشياء العجيبة التي رآها في الطريق ، المهم أن انجذاب الإنسان الى الطبيعة وخضوعه لها هو من أسباب النسيان ، والحياة مليئة بالجواذب والشهوات التي يدعمها الشيطان ، ولكن ذكر الله يطرد هذه الشهوات ، ويعين على ضغط الجواذب ويزكّي النفس من العقد التي يكرسها الشيطان ، وذكر الله بالتالي هو عدو النسيان ، لأنه يحطم تلك الحواجز التي تغلف قلب الإنسان.
وحينما تتذكر الله وقدرته وهيمنته على الكون ، يعود إليك توازنك وتعود الى نفسك تلك الارادة المفقودة ، وتعود الى عقلك معرفتك بأنك أقوى من الطبيعة ،