والقضاء الّذي لا يتغير لاعراضهم عن الآيات الدّالة عليه ، الكاشفة عن وعده وهي خلق السماوات والأرض ، والعدل والإحسان ، والتكليف النازل في الشرائع الإلهية). (١)
وقال البعض : أن المعنى لا يعلمون وجه الحكمة في البعث فلا يؤمنون به. (٢)
ويبدو أن القرآن ، ينفي علم أكثر الناس كعلم ، كي لا تتخذ الأكثرية مقياسا ، بل يكون المقياس هو الحق الّذي يتبين في الآخرة ، وتنتهي الآية الى بيان حقيقة العلم ومقاييسه ، والله العالم.
لماذا البعث؟
[٣٩] من أهداف النشور بعد الموت تبيان الحق ، وكشف زيف الكفار ، وهكذا يكون من حكم الزمان بالآخرة ، الإيمان بوجود مقياس ثابت للحق ، يرجع إليه الناس ، فيحكم بينهم فيما اختلفوا.
(لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كانُوا كاذِبِينَ)
فلا يستطيع أحد من أن يبدل الحق بالباطل ، ويخدع نفسه ان الباطل قد أصبح حقا ، لأنّ رأي الأكثرية ـ حسبما يزعم أغلب الناس ـ هو مقياس فهم الحق والباطل ، كلا .. ان وراءنا يوما يميز فيه الحق عن الباطل بوضوح كاف.
[٤٠] ويزعم الكفار أن البعث مستحيل ، ولا يعلمون ان الله لو أراد شيئا ، قال له : كن فيكون.
__________________
(١) الميزان ـ ج ١٢ ـ ص ٢٤٧.
(٢) مجمع البيان ـ ج ٥ ـ ص ٣٦٠.