(إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
وتكرار كلمة (القول) ربما جاء لبيان ان الإرادة ليست نعمة في القلب ، أو ترويا في النفس ، كما هي لنا نحن البشر ، انما هو كالقول (فعل) يبدعه الله إبداعا ، وقد جاء في الحديث الشريف عن أبي الحسن ـ عليه السلام ـ حينما سأله أحد أصحابه عن الإرادة : من الله أم من الخلق؟ قال (ع):
«الإرادة من الخلق الضمير ، وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل ، وأما من الله تعالى فإرادته إحداثه لا غير ذلك ، لأنه لا يتروى ولا يهمّ ولا يتفكر ، وهذه الصفات منفية عنه وهي صفات الخلق ، فإرادة الله الفعل لا غير ذلك يقول له : كن فيكون بلا لفظ ، ولا نطق بلسان ، ولا همة ، ولا تفكر ، ولا كيف لذلك ، كما انه لا كيف له» (١)
واجب الهجرة :
[٤١] وكثير من الناس يتركون ما يعلمون ، ويعلمون بالجهل خشية المجتمع الفاسد والطاغوت ، بينما ينبغي أن يتمردوا عليهما فإذا ظلموا ، ولم يجدوا حيلة ، هاجروا من تلك الأرض ، وأرض الله واسعة ، دعهم يهاجروا لكي يعودوا أقوى الى بلادهم.
(وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي اللهِ)
أيّ في سبيل الله ، ومن أجل العمل بأوامر الله.
(مِنْ بَعْدِ ما ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً)
فسوف يهيء الله لهم : أرضا رحبة ، وحياة حسنة ، وحرية وأمنا.
__________________
(١) الميزان ـ ج ١٢ ـ ص ٢٥٩.