من أقصى المدينة ـ إلّا أنّ الأغلب كان قد كذّب بالرسولين ، لأنهم قد حقّ القول عليهم.
(فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ)
لقد عزّز الله دينه الحق بالرسول الثالث ، الذي قالوا : إنّه كان شمعون وصي عيسى.
(فَقالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ)
لا يتعرّض السياق لبيان الآيات التي تقول الروايات أنّها ظهرت على أيديهم ، مثل إبراء الأكمه وإحياء الموتى ، فهل لأنها لم تكن ضرورية ، إذ أنّهم عرفوا صدقهم من خلال أقوالهم ، وما دعوا اليه من حقائق ، ومن خلال سلوكهم واستقامتهم؟ أم لأنّ ظهور الآيات على أيدي الرسل كانت سنّة لا تحتاج الى مزيد بيان؟
لعل القوم كانوا مستبصرين فأغواهم الشيطان ، وأنّ دعوة الرسل جاءت لتذكيرهم بالحقائق التي آمنوا بها من قبل فلم تكن بحاجة الى آيات جديدة ، والله العالم.
[١٥] أمّا شبهة قومهم فكانت تتلخّص في أنّه كيف يبعث الله بشيرا رسولا ، وبالتالي لماذا نطيعكم وأنتم مثلنا؟
(قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا)
ثم تمادوا في الغيّ حيث لم ينكروا فقط رسالة هؤلاء بل كفروا بكلّ رسالة ، وقالوا