فهل يغيثهم أحد أو يقدر على إنقاذهم؟ كلّا ...
بينات من الآيات :
[٣٣] لأنّ القلب الغافل كالصخرة الصماء لا ينتفع بالآيات شيئا ، فإنّ المنهج السليم هو إنذاره بتنبيهه ، وذلك أوّلا : ببيان عاقبة الغفلة ، وثانيا : بتخويفه بمصير الغابرين الرهيب ، وثالثا : بتصوير مشهد من العذاب الأليم الذي ينتظره ... كذلك ابتدأت سورة يس بإنذار مبين ، مما خشعت به القلوب الطيبة وتهيّأت لاستقبال نور الإيمان الذي تحمله آيات الله في النفس وفي الخليقة.
وأولى الآيات هي هذه الحياة التي يبعثها الرب في الأرض الميتة ، وهي شبيهة بحياة الإيمان التي ينفخها القرآن بالتذكرة بآيات الله.
(وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْناها)
موت الأرض منها ، ولكنّ حياتها من الله ، كذلك الغفلة من الإنسان بيد أنّ إيمانه بالله.
والحياة أروع ما نشاهده في الطبيعة ، إنّنا نحبها لأنّنا أحياء بها ولا نرضى بمفارقة الحياة ، وإنّنا نكرمها ونعظمها لما فيها من آيات القدرة والجمال.
ويذكرنا الربّ بالحياة التي يبعثها في الأرض الميتة لعلنا نزداد معرفة بقدرة ربنا على إحيائنا مرة أخرى للحساب والجزاء.
(وَأَخْرَجْنا مِنْها حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ)
أو ليس الحبّ أكثر طعام أهل العالم ، وزراعة القمح تعتمد على المطر أكثر من