(وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ)
حيث الحاجة الى الزوج عميقة الجذور في النفس وفي الجسم ، وهي تعكس ضعف البشر حيث لا يكتمل الواحد إلّا بكفئه ، حتى ولو طغى في الأرض فإنه يعيش محتاجا الى زوجه ، وقد تجمح به الرغبة حتى تفقد صوابه ، وقد قال نابليون ـ الذي طغى في الأرض ـ مرة لولده : أنت تحكم العالم ، قال : وكيف؟ قال : لأنّك تحكم أمّك وأمّك تحكمني.
وكم يروي التاريخ لنا قصصا عن الجبابرة الذين كانوا يركعون أمام نسائهم. أو ليس ذلك دليل ضعفهم ، وأنّهم ليسوا آلهة كما يزعمون؟! وهذا فرعون يربّي عدوّه في بيته ـ بالرغم من تخوّفه منه ـ لأن زوجته طلبت منه ذلك فانقاد لها ، وثبت للعالم أنّ من يزعم أنّه الرب الأعلى تحكمه زوجته.
(وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ)
فحتى الموجودات الأخرى يكمّل بعضها بعضا ، ابتداء من الذرة المتناهية في الصغر ـ التي تتركب من بروتون وإلكترون ـ وحتى المجرات المتناهية في الاتساع.
ولا يزال علم البشر دون مستوى معرفة كلّ خصائص الزوجية.
وكلما تعمّقنا في معرفة حاجة الأزواج الى بعضهم كلما عرفنا دقة التدبير ، وسلامة النظم ، وقوة الهيمنة على الخليقة ، وبالتالي كانت لدينا فرصة معرفة ربنا أكثر فأكثر.
[٣٧] دعونا ننظر الى هذا الأفق العريض الذي يتسع أمامنا بلا حدود نعرفها ،