(وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ)
فلا تدخل ساعات الليل في النهار ، حتى يتقلّص النهار ، إلّا بقدر وحسب نظام ثابت منذ ملايين السنين ، وهكذا تكون حركة الشمس من المشرق الى المغرب ثابتة.
ولعل الآية أشارت أوّلا الى ثبات نظام الدورة السنوية للشمس ، ثم أشارت الى ثبات نظام الليل والنهار.
(وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)
كل من الشمس والقمر والكواكب والنجوم تتحرك بسرعة في أفلاكها ، ولكن دون أن تحيد عن النظام القائم قيد شعرة. أو ليس في ذلك دليلا على عزة الرب ، ودقة صنعه ، وحسن تدبيره ، ولطف إجرائه للسنن التي قدّرها؟!
والفلك هو الجسم الدائري ، وهكذا تكون في الآية إشارة الى الحركة الدائرية للأجرام السماوية.
وإذا أخذنا الشمس مثلا لهذه الأجرام نجدها تتحرك في أفلاك مختلفة ، فهي تدور حول نفسها كلّ خمسة وعشرين يوما دورة واحدة ، وتدور مع سائر كواكب المجرة التي هي فيها بسرعة مليون ومائة وثلاثين ألف كيلومترا تقريبا في الساعة الواحدة ، وهي تجري في ذات الوقت نحو مستقرها بسرعة اثنين وسبعين ألف واربعمائة كيلومترا في الساعة الواحدة ، وفي ذات الوقت تدور اقمارها حولها بنظام ثابت ودقيق ، وتتحرّك سائر الأجرام في هذا الفضاء الرحيب ، كلّ في فلك دون أن يصطدم الواحد بالآخر. أفلا يهدينا ذلك كلّه الى ربنا العزيز الرحيم؟!