بأيّ شكل كانت التوصية قولا أو إشارة ، وإذ لا يستطيعون حتى التوصية وهي أسهل الأشياء ، وأشدّها ضرورة ، فهم لا يستطيعون ـ بالطبع ـ إصلاح ما أفسدوه من واقعهم!
(وَلا إِلى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ)
فهم ليسوا على سفر سرعان ما يعودون منه حتى لا يحتاجوا الى وصية.
ويبدو أنّ الآيات تصوّر مشهد العذاب الدنيوي المتمثل في الهلاك بالصيحة ، مثل ما أصاب الذين كذبوا بالمرسلين الثلاثة في القصة الماضية.
وقال البعض : إنّها تصوّر قيام الساعة ... والساعة أدهى وأمرّ ، وجاء في الحديث عن الرسول ـ صلّى الله عليه وآله ـ :
«تقوم الساعة والرجلان قد نشرا ثوبهما يتبايعانه فما يطويانه حتى تقوم ، والرجل يرفع أكلته الى فيه ، فما تصل الى فيه حتى تقوم! والرجل يليط حوضه (٣) ليسقي ماشيته فما يسقيها حتى تقوم» (٤)
ولعل الحديث القرآني يشمل الجزاء بصفة عامة في الدنيا بعذاب الاستئصال أو في الآخرة عند قيام الساعة.
[٥١] ويمكث الكفّار في قبورهم ما شاء الله ، حتى ينفخ في الصور الملك الكريم إسرافيل ، وبمجرد النفخ تراهم يسرعون الى ربهم حيث وضع الميزان العادل.
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الْأَجْداثِ إِلى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ)
__________________
(٣) يسوّي حوضه بالطين حتى لا يتسرب منه الماء.
(٤) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٣٨٨).