ونجد في بعض الآيات أنّهم عند النفخ قيام ينظرون ، بلى. فهم قيام في لحظة ، ولكن سرعان ما يتحركون حيث يريد الله.
ونقل عن الرغب في مفرداته : إنّ النسل في الأصل الانفصال ، وإنّما سمّي ولد الإنسان نسلا لأنّه ينفصل عنه. ولعلنا نستوحي من هذا أنّ القبر يضحى كرحم الأم ينسل منه أبناء آدم نسلا.
[٥٢] وهنالك يعترف هذا الإنسان الخصيم الذي استهزأ بكلّ المرسلين ، وأعرض عن كلّ الآيات ، وينادي بالويل لنفسه ، ويزعم أنّه كان نائما ، ويتساءل : أيّة قدرة استطاعت بعثه من محلّ نومه بعد طول الرقاد؟!
(قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا)
وهنالك يأتيه النداء من الملائكة :
(هذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ)
إنّه الله الذي أنجز وعده ، ليرحم عباده المؤمنين ، «إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا».
ويمكن أن يكون القائل هم الكفّار ، فيكون اعترافا منهم بوعد الله ، ويمكن ألا يكون لهذه الكلمة أساسا قائل خاص بل يكون مقتضى المقام هذا المقال ، سواء وجد قائل أم لم يوجد.
(وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ)
الذين أنبأوا عن الرحمن وعده.
إنّ سورة يس قلب القرآن ، وهو يعبّر عن ضمير الخليقة ، الذي يتمثل في رحمة