فإذا كان الشيطان قد نجح في إضلال خلق كثير منكم فلما ذا لا يحذر منه؟!
(أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ)
فهذا فريق أضلّه الشيطان ، وهداه الى سبيل البوار ، وأهلكه أمام أعينكم ، ثم لم يصبح عبرة لفريق آخر ، وهكذا استمر الشيطان يضلّ منكم فئاما بعد فئام ، دون أن يعقل اللاحقون ، ويعتبروا بمصير الغابرين.
بينما كان مقتضى وجود العقل عند البشر هو أن يستفيد منه في تحديد طريق النجاة ، وتجنّب سبل الهلاك.
ومن أبرز ما يستفيده العاقل من مصير الغابرين كيفية إضلال الشيطان لهم ، ذلك أنّ الشيطان ليس خلقا غريبا يقتحم عليك بينك حتى تتحذر منه ، كلّا ... إنّه في عروقك ، في أعماق فؤادك ، في أقرب الأصدقاء إليك ، في زوجك وأخيك ، في تربية أمّك وأبيك ، في كلمات معلمّك ، وحتى في توجيهات من نصب نفسه عالم دين ، وأولئك الذين هلكوا جاءهم الشيطان من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وشمائلهم ، وشبّه لهم ، وزيّن لهم ، وبرّر لهم بوسائل شتى ، فإذا أردنا أن نمنعه فلا بد أن نكون في أقصى الحذر والعقل.
[٦٣] إنّنا رأينا هلاك الغابرين ، ولا تزال آيات دمارهم مكتوبة على آثارهم ، ومحفورة في أفئدة الأجيال ، ولكنّ الأدهى من هلاكهم النار التي وردوها.
(هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)
[٦٤] إنّهم سوف يدخلونها ، ويصطلون بنارها بسبب كفرهم.
(اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ)