[٦٥] إنّهم كانوا يبرّرون كفرهم بأعذار واهية ، ويجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق ، ويزعمون أنّ جدالهم يغني عنهم شيئا ، ولكن في ذلك اليوم الرهيب لا يسمح لهم بالكلام ، وإنّما تنطق عليهم جوارحهم بدل ألسنتهم.
(الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ)
فلا يعتذرون ولا يجادلون.
(وَتُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ)
فالأيدي والأرجل تشهد بأعمالهم ، فلا سبيل إذا الى الإنكار أو الاعتذار أو حتى الى الجدال.
ولعل الشهادة هنا تصويرية. أو لسنا قد اكتشفنا ـ بما أوتينا من علم قليل ـ كيف نستنطق أصابع اليد لنعرف المجرمين بطبع الإبهام؟ أولم نبتدع جهاز كشف الكذب المعتمد على نبضات القلب؟ أولم نهتدي الى مرتكبي الجرائم بآثارهم الخفية؟ ولا ريب أنّه كما تنعكس الأعمال على الطبيعة ، تنعكس آثارها على الجوارح ذاتها ، بيد أنّا لمّا نكتشف وسيلة لمعرفة أبعادها.
ولكن الربّ ـ سبحانه ـ يظهر الخفايا في ذلك اليوم الرهيب ، فيرى الإنسان شريطا مسجّلا على يده ورجله يعرض صورا ناطقة بكل ما جرى.
[٦٦] كيف يستنطق الربّ الأيدي والأرجل في ذلك اليوم؟ لنعد الى هذه الحياة ونتساءل : من ذا الذي رزقنا الجوارح أو ليس الله؟! فهو القادر على أن يجعل الأيدي تنطق كما جعلها هنا تبطش.
ولعل هذه هي المناسبة لتذكرة السياق بنعمة البصر والإحساس والعقل في