وهي الأعين.
وهكذا من لم يرزقه الله الهدى فإنّه لا يجد من يهديه سبيلا حتى لو بادر الصراط وتدافع عليه.
[٦٧] أعظم النعم في مجال التحرك العين ، ولكن هناك نعم أخرى كاللمس والشم والإحساس يتوسّل إليها فاقد البصر ، ولكن من الذي أسبغ هذه النعم؟ أو ليس الله؟! ولو شاء لسلبها ، وجعل الإنسان مسخا جامدا على مقامه كالحجر.
(وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ)
فإذا بهم كالأحجار.
(فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا)
نحو الأمام.
(وَلا يَرْجِعُونَ)
إلى الخلف ، وبماذا يتقدم الإنسان أو يتأخّر؟ أليس بالسمع والإحساس؟! فإذا فقدها جميعا فهو أضعف من أحقر حشرة.
[٦٨] إذا فقد الشخص بصره لم يهتد الى طريقه ، وإذا فقد سائر الجوارح لا يستطيع مضيّا ولا عودة ، ولكنّه يبقى يملك العقل ، بيد أنّ العقل بدوره موهبة إلهيّة إن شاء وأراد الله سلبها ، وفعلا إنّه يسلبها عند ما يبلغ الإنسان أرذل العمر فلا يعلم بعد علم شيئا.
(وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ)