علاقة مشابهة بين الله والرسل ، انطلاقا من تقييمهم للمعجز الذي طالما تكرر على يد الأنبياء من دون الآخرين ، فاتخذوا ذلك دليلا على انهم أبناء الله ، ولهذا نجد الآيات تطيل الحديث حول هذا الموضوع مؤكدة بأن نبوّة هؤلاء لم تكن بأسباب ذاتية تكوينية فيهم ، انما أعطاهم الرب هذه المنزلة الرفيعة لما وجده فيهم من عمق الإيمان ، وصدق العمل ، وشجاعة الإقدام ، والإحسان إلى الناس ، ولعل الحديث عنهم (ع) في هذه السورة المباركة يتصل بهذا الجانب من حياتهم ، نفيا للبدع الجاهلية.
من هنا نستطيع القول بأن الخط العام لسورة الصافات هو بيان العلاقة السليمة بين الله ـ عزّ وجل ـ وسائر خلقه ، التي تتجسد من جهته في الإنشاء ، والخلق ، والإبداع ، والرزق ، و... و... ، اما ما دون هذه العلاقة ، فإن هناك معراجا واحدا يتقرب من خلاله الخلق لربهم ، وهو الايمان والعمل الصالح.
وحين نتدبر في جمل بصائر السورة تتجلى لنا المسؤولية بأظهر صورها ، والتي تصعقنا عند قول الرب : «وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ».
ومحور المسؤولية هو الذي يوصل محاور السورة ببعضها ، وأبرزها ثلاثة محاور :
الأول : نفي الأنداد الذين يتخذهم الجاهلون آلهة لعلهم ينصرون. ان غايتهم من عبادة الآلهة التنصل من جزاء أفعالهم ، ولكن هيهات! ان الملائكة صافون لربهم صفا ، والشياطين محجوبون عن السماء ، وتترصدهم الشهب ، والمستكبرون محضرون لحساب عسير.
الثاني : الأنبياء والأولياء عباد الله المكرمون ، فلا يشفعون إلا لمن ارتضى ، ولا يمكن التعويل عليهم لمواجهة سنن الرب ، كيف وإنما بلغوا درجاتهم هذه بأنهم