قال الإمام الباقر (ع) :
«عذاب واصب أي دائم موجع ، قد وصل الى قلوبهم» (٢)
[١٠] والشياطين يسعون جهدهم للحصول على بعض المعلومات من السماء من أجل إضلال أهل الأرض بها ، بعد تضمينها الأفكار الباطلة ، وما عند الكهنة والمنجّمين من الأخبار الصائبة هو من هذا النوع ، فهم يجلبون ثقة الناس بهم ، من خلال الجزئيات الصحيحة حتى يثقون بكل ما يصدر عنهم من الباطل.
(إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ)
وفي الآية وآيات أخرى مشابهة دلالة على أنّ الشياطين تتمكّن من الحصول على بعض الأخبار ، من خلال مغامراتها المستمرة.
كما نستوحي من الآية وآيات أخرى أيضا في القرآن أنّ حديثا يدور لدى الملأ الأعلى عما يجري في الدنيا ، متى ينزل المطر ، متى تحدث الزلازل ، و... و... ولا ريب أنّ للظواهر الواقعة مستقبلا إرهاصاتها ودلالاتها ، ولعل الحاسة السادسة ، والنظر المغناطيسي ، والانتقال التلقائي ، والتنبّؤات الصحيحة ، والأحلام ، وحتى بعض أبعاد السحر والكهانة والعرافة و... و... تدل على وجود مبشّرات ومنذرات قبل وقوع الحوادث.
أمّا الذين يزعمون بأنّهم يتبعون الجن والشياطين فإنّهم خاطئون ، لأنّ الجن أساسا لا يملكون من علم الغيب شيئا ، حيث يمنعهم حرس السماء من ذلك.
[١١] وبعد هذه المقدمة البليغة التي حطّمت أسطورة الشرك بالجن ، والتصوّر
__________________
(٢) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٤٠٠).