بأنّها آلهة من دون الله ، يخلص السياق الى تساؤل من شأنه أن يهزّ نفوس الكفار والمشركين وعقائدهم من الأعماق ، ويبعثهم على التسليم للرسالة وعقائدها الصائبة لو أرادوا ذلك.
يقول تعالى :
(فَاسْتَفْتِهِمْ)
أيّها الرسول واسألهم. والاستفتاء هو استطلاع الرأي ...
(أَهُمْ)
يعني الكفار والمشركين ...
(أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ)
ولتفسير هذه الآية ثلاثة أوجه :
الأول : أنّ المعني بالتساؤل هم الملائكة ، ولا يملك الإنسان إجابة سوى الاعتراف بتفوّقها الذاتي عليه من حيث القوة ، فهي أقوى حتى من الجنة ، التي يتصوّرها الإنسان لضعفه أنّها آلهة ، فهي من جهة القياس أولى بادّعاء الالوهية والتمرّد على الله ، لكنّنا نجدها خاضعة له مسلمة لأمره ، فلما ذا إذن هذه النزعة نحو الربوبية في بعض بني البشر أو التكبر ، وهم ضعفاء في الخلقة حيث عنصرهم الطين اللازب؟!
الثاني : إنّ المقصود بالخلقة الشديدة هم الجن ، وما داموا أضعف من مقاومة قدرة الله وعذابه فلما ذا يشرك البعض بهم ، وهذا الأمر يستوجب العذاب الأليم