الطاغوت بانتمائه لحزب الله والقيادة الرسالية ، فيجد قوّة مادية ـ الى جانب قوته المعنوية ـ لمواجهة ضغوط المستكبرين.
الثاني : نفى المستكبرون أن تكون لهم سلطة لا تقهر على المستضعفين من أتباعهم.
(وَما كانَ لَنا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ)
إنّ ما يكمّل مسيرة الطغاة هو قابلية الاستغلال الموجودة عند الناس ، فالطاغوت هو عامل خارجي للظلم والانحراف ، أمّا العامل الأساسي فيكمن في الواقع السلبيّ السائد في المجتمع ، كالخوف ، والجهل ، والتفرّق ، والظلم الاجتماعي ، أمّا الله فإنّه لم يفرض سيطرة أحد من الناس بصورة تكوينية أبدا.
الثالث : المجتمع الذي يظلم بعضه بعضا ، فيأكل قويّة حقوق ضعيفة ، ويستغل الغنيّ الفقير ، ويبتز تجاره المستهلكين فيه ، يكون تربة مناسبة لنموّ الأنظمة الجائرة فيه ، لأنّ المجتمع الذي يقوم أساسا على الظلم لا يسلم فيه أحد منه ، بل سوف يتصاعد الظلم فيه حتى يبلغ قمته المتمثلة في النظام السياسي فيولي أعتى الظلمة أموره ، ويكون مصداقا للآية الكريمة : «وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً».
إنّ النظام السياسي هو الجانب البارز من العملة بينما جانبها الآخر هو الفكر والسلوك ، والعاديات والأعراف الاجتماعية.
والطاغوت يشعر ـ بدوره ـ أنّه قائم بسلبية مجتمعة ، ولهذا يقوم بتعميقها ونشرها.