عن القوة لأنّ قوة الإنسان تتجلّى عادة في يمينه.
[٢٩ ـ ٣٠] وأمام هذا الموقف من المستضعفين ضد المستكبرين يدافع الآخرون عن أنفسهم ، وفي دفاعهم بيان للواقع كما هو ، كما كان في اتهام أولئك إشارة لأسلوب الطغاة في تضليل الناس.
فأئمة الكفر والظلم يرفعون التهمة عن أنفسهم بأمرين ينطويان على الإشارة لقابلية الانحراف عند الإنسان :
الأول : (قالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)
وحينما لا يكون الإنسان مؤمنا بعقيدة ما ، ولا ملتزما بمبدإ ما ، إنّما يعيش خور العزيمة وضعف الإرادة والفراغ الثقافي والقيادي في ذاته ، يكون عرضة للانحراف ، أولا : لأن الطغاة يستخدمون شتى ألوان الضغط عليه حتى يخضعوه لأهوائهم ، يرغّبونه ويمنّونه ثم يهدّدونه ويتوعّدونه ثم يضلّونه ويغوونه ، فكيف يصمد ـ من دون الإيمان بالله والثقة بنصره ـ أمام كل هذا الضغط؟ ثانيا : يستحيل على البشر بطبيعته أن يعيش الفراغ ، فهو إن لم يعتقد بالإسلام مثلا ويصرف ماله وطاقاته من أجله ، فإنّه سوف يعتقد بمبدإ آخر وسيصرف طاقاته في سبيله ، وفي الحديث قال الإمام الباقر (ع) :
«ما من عبد يبخل بنفقة ينفقها فيما يرضي الله إلّا ابتلي بأن ينفق أضعافها فيما أسخط الله» (٣)
أمّا المؤمن فهو يتحدّى الإعتقادات الباطلة بإيمانه ، ويقاوم الأفكار التبريرية والثقافة السلبية بثقافته الرسالية ، ويرفض الانتماء لحزب الشيطان وقيادة
__________________
(٣) بح / ج (٧٨) / ص (١٧٣).