بين المستضعفين والمستكبرين ، التابعين والمتبوعين.
(وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ)
وهم التابعون ...
(عَلى بَعْضٍ)
وهم المتّبعون وأئمة الظلم ـ حسبما يبدو ـ ...
(يَتَساءَلُونَ)
من أجل معرفة المسؤول عن الظلم ، وبالتالي عن المصير السيء الذي صار إليه الجميع ...
[٢٨] أمّا المستضعفون فقد خاطبوا المستكبرين :
(قالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ)
هنا يحاول التابعون رفع المسؤولية عن كاهلهم بعذرين :
الأول : قالوا إنّنا لم نكن نبحث عن الكفر والظلم ، ولا نسعى إليهما إنّما أنتم الذين حملتم الوزر إلينا ، فكنتم تأتوننا ولم نكن نأتيكم.
الثاني : ثم ادّعى هؤلاء بقولهم «عن اليمين» أنّهم كانوا مجبرين على اتباع الظلمة ، ولعل اليمين تشير الى القوة لا الى الجهة اليمنى التي تخالف الشمال ، وقد استخدم القرآن هذه الكلمة تعبيرا عن القوة ، قال تعالى : «وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ* لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ» (٢) يعني القوة ، وإنّما استخدمت اليمين للتعبير
__________________
(٢) الأحقاف / (٤٤ ـ ٤٥).