(وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ)
وعادة يدّعي أصحاب الباطل أنّهم ينتمون الى الرسالات الأولى ، وإنّما ينتمون الى أهوائهم ، والقرآن يردّهم بأنّ النبي يصدّق المرسلين ، فرسالته ليست سوى تجديد لتلك الرسالات ، ولو صدقوا في انتمائهم إليها لآمنوا بهذه أيضا.
وبالتدبر في الآيتين (٣٥ ـ ٣٦) يمكننا القول بأنّ هناك سببين رئيسين وراء كفر هؤلاء بالرسالة ، هما الاستكبار على الحق ، والمقاييس الخاطئة لمعرفته.
[٣٨] وفي نهاية الدرس يؤكّد الله للكفّار والمشركين (المجرمين) أنّهم سوف يذوقون العذاب.
(إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ الْأَلِيمِ)
والآية تشير الى أنّ الله يحشر المجرمين في تمام وعيهم وإحساسهم المادي والمعنوي ، من أجل تذوّق العذاب بأعمق ما يمكن للإنسان.
[٣٩] والى جانب هذا التأكيد على العذاب ، نجد تأكيدا آخر على العدالة الإلهية ، وأنّ الجزاء بقدر أعمال البشر بل هو ذات أعمالهم.
(وَما تُجْزَوْنَ إِلَّا ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
والآية تعمّق وتؤكّد في نفس الإنسان مسئوليته التامة عن كل ما يصدر عنه ، من قول وعمل وسلوك. قال الرسول (ص) :
لمّا أسري بي الى السماء دخلت الجنة فرأيت فيها الملائكة يبنون لبنة من ذهب ، ولبنة من فضة ، وربما أمسكوا ، فقلت لهم : ما لكم ربما بنيتم وربما