والاهتداء) ثم قالوا أنهم مجانين ، كما أنهم اتهموا الرسل بحب الرئاسة ، وأنّ دعوتهم الى الله ليست سوى وسيلة للتأمر عليهم.
(وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ)
وهكذا يجب ان يعرف الرساليون صعوبة الإصلاح الحقيقي المتمثّل في التوحيد ، ويتفهّموا العقبات التي تعترضهم في الوصول اليه ، حتى لا يصيبهم الإحباط أو اليأس حينما يصطدمون بالرفض في بادئ الأمر ، فالأنظمة الطاغوتية وحتى بعض الناس سوف لا يكتفون برفض دعوتهم ، بل سوف يثيرون الشبهات حول أشخاصهم.
[٣٧] ويجب على الرساليين أن يقيّموا مسيرتهم على مقياس الحق ، وهو القرآن وسنة الرسول وأهل بيته ـ صلوات الله عليهم ـ ، ليزدادوا ثقة برسالتهم ، وليعرفوا أخطاءهم حتى لا يعتبروا موقف الناس والأنظمة مقياسا لمعرفة الحق ، لأنّ الناس بجهلهم وسلبيتهم النفسية ، والأنظمة بعدائها ، سوف يثيرون زوابعا من الشتائم والدعايات المغرضة ضدهم.
(بَلْ جاءَ بِالْحَقِ)
والحقّ يدل بذاته على ذاته ، فإنّ لكلّ حقّ حقيقة ، وعلى كلّ صواب نورا.
وفرق واضح بين الحق الذي يدعو اليه النبي والشعر الذي لا يدعو الى شيء ، وليس سوى إثارة الخيال ، وترديد الأفكار الشائعة ، وتمجيد العادات الجاهلية.
ولأنّ مقياس الجاهليين لم يكن الحقّ إنّما التراث والواقع القديم لم يجدوا التقاء ولا انطباقا بين ما عندهم وبين الرسالة الالهية.