لو وجد نفسه في بلد اجنبي لا يصلي أهلها ، أو صعبت عليه الصلاة لنعاس شديد أو برد أو حر فانه يتركها وربما يحاربها ، لان الذي يصلي لارضاء الناس ، سوف يشرب الخمر حين يكون فيه رضا الناس ، ومن هذا المنطلق صار الإخلاص أهم من العمل وكميته.
قال الامام علي (ع) :
«تصفية العمل خير من العمل» (١)
وقال (ع) :
«تصفية العمل أشد من العمل ، وتخليص النية عن الفساد أشد على العاملين من طول الجهاد» (٢)
والإخلاص هو ان تعمل في كل الظروف وبنية صافية بعيدا عن التأثر بالعوامل المضادة للعمل ، وهذا ما لا يدركه أحد الا حينما تكون شخصيته (ثقافة وسلوكا) مصاغة بالقيم الرسالية الصحيحة ، وليس بالظروف والضغوط أو ردود الفعل والمصلحة.
وربما لذلك قال القرآن «المخلصين» بفتح اللام ، وليس المخلصين بكسرها ، والقرآن لم يستخدم الصيغة الثانية أبدا ، والمخلص هو الذي أخلصه الله وصفي نفسه وحياته من الشوائب والمؤثرات ، حتى أصبحت أعماله كلها لوجه الله وحده لا شريك له ، ولعل الآية الكريمة : «إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ» (٣) تهدينا الى ذات
__________________
(١) بح ج / (٧١) ص (٩٠).
(٢) بح ج / (٧٧) ص (٢٨٨).
(٣) المائدة / (٢٧).