بيعه ، ويدلس عيوب المبيع على مشتريه ويشتري الشيء بثمن فيزايد الغريب يطلبه فيوجب له ، ثم إذا غاب المشتري قال لا أريده الا بكذا ، بدون ما كان طلبه منه ، أيكون هذا كسلمان وأبي ذر والمقداد وعمار؟ حاشا لله ان يكون هذا كهم» (٤)
(إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ)
[٤١] والقرآن يحدثنا عن جانب من الرزق ، الذي يصير اليه المخلصون لا حصرا انما اشارة ، والا ففي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر.
(أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ)
والمعلوم هو الشيء المعروف المحدد بالمعرفة ، ويبدو ان رزق المخلصين يكون معلوما بالجنة فلا ينقطع حينا ويتصل حينا ، ويكون معلوما لأنه جزاء أفعالهم وهي معلومة عند ربهم ، وقالوا ان معنى ذلك ان رزق المخلصين يأتيهم كاملا كما يريدون ويتصورون بعلمهم ، وهذه الارادة والميول تنتقل بإرادة الله الى أذهان الخدم ، فيأتونهم بما يريدون قبل ان يطلبوه ، قال رسول الله (ص) : «أُولئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ» :
«يعلمه الخدام فيأتون به أولياء الله ، قبل ان يسألوهم إياه» (٥)
[٤٢] ويفصّل القرآن في ذكر الرزق ، تشويقا لنا للإخلاص ، وللمخلصين على الاستقامة.
__________________
(٤) بح ج / (٦٨) ص (١٥٧).
(٥) نور الثقلين / ج (٤) ص (٤٠٣).