أقواله الى الكفر.
(يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ* أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ)
اي مسئولون ومجازون ، وهذا الاعتقاد هو الذي يسوق البشر للظلم والانحراف ، لأنّه لا يعتقد بمسؤولية تجاه أقواله وأعماله.
[٥٤] ومن كمال النعم وتمام السرور معرفة الإنسان بأنه قد نجّي من شر عظيم ومهلكة لم ينج منها الآخرون ، فما أعظم لذة من تحطمت به السفينة في عرض البحر وابتلعت أمواجه الهادرة كل من فيها سواه حيث تعلق بخشبة وقاوم الأمواج ، واستبسل في السباحة حتى نجّاه الله في اللحظة الاخيرة. انه سوف يزداد إحساسا بالراحة كلما تذكر الحادثة ، ويكاد يطير فرحا عند ما يتصور الأمواج التي كانت تتلاحق على خشبته ، وكان ينادي أصحابه إليها فرحا عند ما يتصور الأمواج التي كانت تتلاحق على خشبته ، وكان ينادي أصحابه إليها فلم يستجيبوا له ، وشهد مهلكهم بغيّهم. أليس كذلك؟ هكذا يتم الله نعمته على المؤمن وهو يتذكر قرناء السوء الذين قاوم تضليلهم وضغوطهم فذهبوا الى النار ، ونجّي منها. وها هو يراهم يتقلبون فيها يائسين وهو في الجنة من المكرمين.
(قالَ)
لرفاقه المخلصين.
(هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ)
اي هل أنتم تتكلفون الاستطلاع حتى نعرف مصيره؟
[٥٥] ولكنه لفرط شوقه أخذ يبحث عنه شخصيا دون انتظارهم.