[٨] ثم يؤكد القرآن على أنّ الشيطان يزيّن الأعمال السيئة للإنسان حتى يراها صالحة.
(أفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً)
يزينه له الشيطان ، فيراه حسنا ، ذلك أنّ الإنسان يحب نفسه ولا يحب أن يقال عن عمله أنّه سيء ، وهكذا تتكرس الخطايا عنده ، إذ تنقلب مقاييسه وقيمه فبعد ان كان يتحاشاها أضحى اليوم يراها حسنة.
وبالنسبة الى هذا الرجل يصعب عليه الإقلاع من الذنوب فضله الله.
يقول الحديث المأثور عن رسول الله صلّى الله عليه وآله :
«بينما موسى جالسا ، إذ أقبل إبليس وعليه برنس ذو ألوان ، فلما دنى من موسى خلع البرنس ، وقام الى موسى فسلم عليه ، فقال له موسى : من أنت؟ قال : أنا إبليس ، قال : أنت فلا قرّب الله دارك ، قال : اني انما جئت لأسلم لمكانك من الله ، فقال له موسى : فما هذا البرنس؟ قال : به اختطف قلوب بني آدم ، فقال له موسى فأخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه أبن آدم استحوذت عليه؟ قال : إذا أعجبته نفسه ، واستكثر عمله ، وصغر في عينه ذنبه» (١١)
(فَإِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ)
فالله يضل هذا الإنسان الذي يبرر أعماله الفاسدة ، فيسلب عقله ، ويتركه في ظلمات لا يبصر ، ويهدي الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات بما صبروا وأطاعوا.
(فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ)
__________________
(١١) المصدر / ص (٣٥٢).