قال علي بن إبراهيم «إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ» :
«القلب السليم من الشك» (١)
وقال :
«القلب السليم الذي يلقى الله وليس فيه أحد سواه» (٢)
وهذا التفسير يتناسب مع سياق الآيات الذي يحدثنا عن العباد المخلصين.
[٨٥] ولن يصبح القلب ابراهيميا خالصا من الشرك ، الا إذا تعالى على العوامل الأساسية التي تؤثر سلبيا عليه ، بل وقاومه ، إذ لا بد للإخلاص من حقيقة خارجية ، وهي محاربة الشرك ، وهكذا كان إبراهيم (ع) ، حيث حارب الانحراف الاجتماعي المتمثل في الخط الشركي لأبيه وقومه ، والانحراف السياسي الذي جسده الطاغية نمرود.
(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما ذا تَعْبُدُونَ)
ولم يكن سؤاله استفساريا ، انما كان يستنكر الانحراف الاجتماعي القائم ، وهذا ما يجب على الإنسان تجاه أبيه ومجتمعة ، فليس من السليم ان يستقبل منهما كل شيء ، ويفقد استقلاله امامهما ، انما يتقبل الجيد ويعترض على ما هو سلبي بالاسلوب المناسب.
والنبي إبراهيم (ع) مثل للثائر الرافض للخطأ الاجتماعي ، ولخطأ الآباء ، والله
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٤) ص (٤٠٦).
(٢) المصدر.