يأتي به حجة على الذين أشركوا بهما فحكى عنهم القرآن : (إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ* فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ) (١) ، فإبراهيم (ع) ـ على خلاف هؤلاء ـ تحمل مسئوليته ، واعمل عقله ولم يقدس الأشخاص ولا التراث على حساب القيم.
[٨٦] واهتدى (ع) الى زيف الشركاء ، وضلال الثقافة التي انتهت بالمجتمع الى هذه النهاية الموغلة في الانحراف.
(أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ)
والافك هو الكذب المبالغ فيه.
قال المفسرون انما قدم كلمة «أإفكا» وهي مفعول مطلق ، للعناية الخاصة بها ولبيان ان كل تبريراتهم لعبادة الآلهة خاطئة فليسوا هم الّا كاذبين.
وهذا يمثل قمة التحدي ، من إبراهيم عليه السلام لذلك الضلال المنتشر بين قومه.
[٨٧] ثم سأل قومه بعد بيان خطأ الشرك ، وهو يبيّن لهم الإله الحق :
(فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ)
وهكذا تكون حركة الرساليين قائمة على هدم الفكر والواقع الباطل ، وبناء الفكر والواقع الحق بدلهما.
ويبدو ان إبراهيم (ع) وجههم ـ بهذه الكلمة ـ الى المنهج السليم للتخلص من ضغوط الشرك ، والتوجه الى الله. فمن تصور آيات الله وتذكر أسماءه وصفاته.
__________________
(١) الصافات / (٦٩ ـ ٧٠).