علم بأنه لا يرضى لعباده الكفر والشرك ، وأنّه يعاقب عليه أشد العقاب ، وانه ينتصر للذين يقاومون المشركين.
وكذلك نظن ان كلمات المفسرين هنا في أبعاد الظن قد تكون جميعا من أبعاد الآية بالرغم من ان كل واحد منهم ذهب الى بعد منها وظنه المراد الوحيد منها.
[٨٨ ـ ٨٩] ولان نبي الله إبراهيم (ع) جوبه بالرّد ، والأذى خطط لعمل واقعي يبلّغ من خلاله الرسالة بشكل أعمق أثرا ، وما دام يعرف بان الأصنام باطل فما يضره ان يبادر هو بنفسه لتحطيمها ، ولو لم يكن المجتمع قد اقتنع بذلك.
(فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ* فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ)
وكان قد اختار يوم عيدهم فرصة سانحة للقيام بمهمته ، وخادعهم إذ أظهر لهم معرفته بالنجوم وذلك اتباعا لمنهج التقاة والعمل السري وتغطية على ما سيقوم به في المستقبل ، وقد استفاد (ع) في ثورته من العادة الاجتماعية القاضية بالاعتقاد بالنجوم ، حيث كان قومه يتشاءمون أو يتفاءلون من خلال نظرهم إليها. وقد نهى الإسلام عن الاعتقاد بما يقوله المنجمون الا ما كان يستند على دليل منطقي. وغاية معقولة. قال الامام علي (ع) :
«ايها الناس إياكم وتعلم النجوم الا ما يهتدى به في برّ أو بحر ، فانّها تدعو الى الكهانة ، والمنجم كالكاهن ، والكاهن كالساحر ، والساحر كالكافر ، والكافر الى النار» (١)
ويبدو ان علم النجوم بذاته غير محرم الا ان جعل خرافات المنجمين في مقام رسالات الله والعمل بالنجوم من دونها هو المحرم ، فقد جاء في الحديث عن عبد
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٤٠٨).