الاجتماعية ، وحتى الذين يقولون بالحتمية الطبقية ، أو الاقتصادية ، أو ما أشبه فإنهم ليسوا بعيدين عن القول بهذه الحتمية ، والفارق ان هؤلاء يركزون في نظرياتهم على جانب منها ، بينما يؤكد علماء الاجتماع أمثال (دوريكام) على كافة أبعادها ، ونحن لا نسميها حتمية ، بمقدار ما نسميها عصرا وضغطا من قبل المجتمع على الإنسان.
فالمجتمع في بعض الأحيان يعصرك ، ويضغط عليك باتجاه يتناقض مع طاعة الله ، والاهداف التي نتطلع إليها ، وواجبك تحديه بالايمان والتوكل ، وان تعرف بان عنوان نبوة الأنبياء والمرسلين ، وأبرز أعمالهم هو تحديهم للواقع الاجتماعي الفاسد ، وأنّ نجاحهم في هذا التحدي هو سبب ارتقائهم ، ولهذا أيضا نجد القرآن الحكيم يؤكد على هذه الحقيقة في كثير من سوره وآياته.
بينات من الآيات :
[١٠٦] النبي إبراهيم (ع) جاء لكي ينسف عادة جاهلية كانت شائعة ذلك اليوم وهي ذبح الأبناء امام الأصنام تقربا لها ، وما كانت هذه العادة مقتصرة على فلسطين وحدها ، ففي مصر أيضا كانوا ينتخبون ملكة الجمال من بين بناتهم ليلقوا بها مع بداية الربيع في النهر الذي كانوا يقدسونه لتذهب ضحية عقيدة جاهلية. تقول : بان إله البحار يريد ان يتزوج ، فلا بد ان نختار له أجمل بناتنا لكي تهدأ المياه ولا يحدث فيضانا يخرّب بيوتنا ويهلك مزارعنا.
وهذه العادات ليست بعيدة عن واقعنا المعاصر ، لأنها مهما اختلفت في ظاهرها تلتقي في نقطة مركزية واحدة هي التضحية بالأبناء من أجل الاهداف التافهة.
ان الله أمر إبراهيم (ع) بذبح ابنه ثم عوضه بالذّبح العظيم ليقضي على هذه