العادة الجاهلية ، ويبدلها بسنة الهية حسنة ، جرت لدى البشرية إلى هذا اليوم ، وهي ذبح الانعام في منى عند الحج وفي غيرها ، وحينما بدا لله ان يفدي نبيه بالكبش جعل الحادث يمر بوقائع اعجازية عجيبة ، فقد كانت السكين تلتوي كلما أدناها إبراهيم من رقبة ولده (عليهما السلام) وكانت تفت الصخرة لو ضربها ، ولكنها تعجز عن التأثير في جلد رقبة إسماعيل الرقيق بحدها. ولهذه القصة عبرتان أساسيتان :
الاولى : ان على الإنسان التضحية بابنه وبأفضل علاقاته من أجل الدين وفي سبيل الله. والثانية : وان يرفض من جهة اخرى التضحية بأولاده من أجل الآلهة المزيفة ، حجرا كانت أو بشرا كطواغيت اليوم ، الذين يريدون بلوغ مآربهم وشهواتهم الرخيصة على جسر من دماء شباب الامة وأفلاذ اكبادها.
ان مقاومة إبراهيم (ع) للانحراف الاجتماعي كان أمرا صعبا ، وصار أعظم صعوبة حينما جعل الله الطريقة لمقاومته هو ذبح أعز الناس عليه وهو ابنه (ع) ، وقد وصف الله هذا الامتحان بقوله :
(إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ)
وانما سمي مبينا لأنّه يكشف مستوى الايمان ، ويبين حقيقة الإنسان.
[١٠٧] وبالفعل كشف لنا هذا الامتحان مدى إخلاص النبي إبراهيم وتسليمه لله. هو وولد الذي فداهما الربّ بذبح من عنده تنزل به جبريل الأمين.
(وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)
وبهذا الذبح سنّ عليه السلام سنّة سار عليها المؤمنون إلى اليوم ، فهم يذبحون