الهدي بمنى وفي كافة أنحاء العالم اقتداء به ، ولعله لذلك سمي عظيما ، وقالوا ان الذبح العظيم هو السبط الشهيد الامام الحسين بن علي (ع) الذي ذبح على النهر عطشانا بكربلاء فداء لدين الله ، ومقاومة للعادات الجاهلية الاموية.
[١٠٨ ـ ١٠٩] وكرامة لإبراهيم الخليل في الدنيا قبل الآخرة ، جعل الله له ذكرا حسنا عند البشرية باختلاف مذاهبها وعقائدها ، ولخّص ربّنا هذه الكرامة في كلمة واحدة هي : السلام على إبراهيم.
(وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ* سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ)
ومما تجدر الاشارة اليه ان الاستحباب الشرعي في السلام على الأنبياء والصالحين يقتضي تقديم الصلاة على محمد وآله (صلوات الله عليهم) ثم يذكر الطرف المراد ذكره. فيقول الذي يريد الصلاة على عيسى : على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة السلام ، إلا نبي الله إبراهيم فان المستحب ذكره أولا ثم الثناء على نبينا وآله ، فتكون جملة القول : (على إبراهيم وعلى نبينا وآله الصلاة والسلام).
[١١٠] ولكنّ هذا الجزاء الذي يحصل عليه الأنبياء ليس بسنة خاصة بهم ، انما ضمن العدالة الالهية التي تشمل البشرية كلها ، فلان إبراهيم كان محسنا استحق هذه الكرامة.
(كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)
ونستوحي من هذه الآية فكرتين :
الاولى : ان الجزاء الحسن ليس قصرا على الأنبياء وحدهم ، انما يلقاه كل محسن في كل زمان ومكان ، وان الكرامة الحقيقية لا ينالها الإنسان إلا بالكفاءة والسعي (والإحسان) وان جهود المؤمن لن تضيع ، فربّنا يحفظ لكل عمله ويجازيه عليه ان