في حياته أو بعد الوفاة ، وما هذا الجزاء الدنيوي الا دليل على الجزاء الأعظم في الآخرة.
الثانية : إنّ الإحسان إلى الناس يجازيه الربّ بالولاية عليهم ، فأحق الناس بالناس أحبهم لهم وأكثرهم إحسانا إليهم.
[١١١] وربّنا عزّ وجلّ يجازي من كان محسنا على إحسانه وبقدره ، حتى ولو لم يكن مؤمنا ، لان الإحسان بذاته محمود عنده ، وقد قال سبحانه : (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ) فكيف إذا كان المحسن مؤمنا؟ بالطبع سوف يجازى أكثر في الدنيا والآخرة ، لان إحسانه للناس ليس من أجل سمعة طيبة أو جزاء مادي عاجل ، بل يزيد في رصيده الاخروي ، فهذا إبراهيم (ع) وقد سنّ الأضحية لله فتنامى ثوابه بقدر ما افتدى به الآخرون ، اذن فالمؤمن يحصل على الجزاء بمقتضى سنتين ، سنة الإحسان ، وسنة الايمان ، لهذا يؤكد الله على إحسان نبيه إبراهيم (ع) ثم يعود للتأكيد على ايمانه فيقول
(إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ)
فجزاؤه مضاعف اذن.
[١١٢] يزعم البعض ان الذي يخالف المجتمع الجاهلي ، سوف يعزل ويتجاوزه التيار ثم يكون أبتر ولا يبقى له اثر ، ولكن العكس تماما نجده في تاريخ الأنبياء. فبالرغم من مخالفتهم جموع الكافرين فان الله سبحانه أهلك أعداءهم ، وبارك في ذريتهم ، ونشر ثناءهم على كل لسان وفي كل زمن.
فهذا إبراهيم (ع) يحنف عن قومه لوحده حتى يكون لوحده امة قانتا لله ، ولكن انظر إلى العاقبة فأين أولئك الذين خالفوه؟ اما هو فهذا امتداده المبارك في ذريته