الذين اتخذوا منهج التكلف لآيات الله ، بتفسيرها تفسيرات معقدة ، أو من خلال الأشعار الجاهلية وأحاديث وأسباب النزول الضعيفة في سندها غالبا ، بل إن البعض منهم حاول تفسير القرآن من خلال الأفكار الدخيلة ، حتى قال قائل منهم لا بد لمن أراد تفسير القرآن ان يقرأ الفكر الماركسي أولا.
[١١٨] هنا نعمتان متدرجتان تتواليان على المؤمنين إحداهما توفير فرصة الهداية بانزال الوحي ، الثانية هداية الله لهم بعد تقبلهم للوحي والتزامهم بشرائعه.
وإذا كانت النعمة العامة تعم الناس جميعا إذ ان ربّنا يبعث إلى كل قرية نذيرا فان النعمة الثانية تخص المؤمنين فقط ، ولذلك خص ربّنا موسى وهارون بالهداية قائلا :
(وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ)
[١١٩ ـ ١٢٠] ويوصل الله سياق الحديث عن موسى وهارون بالسياق العام للسورة ، الذي يحدثنا عن جزاء عباد الله المخلصين والمحسنين ، وذلك من خلال الاشارة إلى جزائهما عليهما السلام.
(وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ* سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ)
ولا يمكن لأحد أن ينكر دور الارادة الالهية في تخليد ذكر هؤلاء الأنبياء الذين مر على وفاتهم آلاف السنين ، فلو لا ذكرهم الذي تضمنته رسالات الله ، هل كان أحد في هذا العصر يعرف هذه التفاصيل عن حياتهم؟ وأكبر دليل أنّنا لا نعرف عن حياة الأنبياء الآخرين الذين لم تتعرض لذكرهم الرسالات شيئا مع ان عددهم (١٢٤٠٠٠) نبيا ورسولا ويؤكد القرآن في سورة هود ذلك بعد ان يذكر قصة نبي الله نوح ويقول :