عليهم ، ومعنى ذلك ان جزاء المحسنين لا ينحصر في الذكر الحسن ، بل يشمل كل هذه الأمور وما سيأتي ذكره في القصص الاخرى. وقد يكون تلخيص القرآن لحياة هؤلاء ليس من باب الحصر إنّما أراد أن يشير لنا في هذه السورة إشارات مختصرة ، اما التفاصيل فيمكننا التعرف عليها من خلال مراجعتنا للسور الاخرى.
[١٢٣] (وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ)
ويبدو انه من أنبياء بني إسرائيل ، قيل إنّه عاش في منطقة بعلبك بلبنان ، وانما سميت بذلك لان أهلها في ذلك الزمان كانوا يعبدون إلها لهم يسمى بعلا. يقول صاحب المنجد : (بعل : اسم أطلق على عدة آلهة ساميّة اشهرها معبود فينيقي ، هو إله الخصب والتناسل) وبعلبك محافظة البقاع يدل اسمها الحالي على اسمها الفينيقي : بعل البقاع (١)
[١٢٤] ويلخص القرآن رسالة الياس في ثلاثة أمور هي :
الاول : الدعوة الى تقوى الله عز وجل.
(إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ)
وهذه دعوة جميع الأنبياء لاقوامهم ، لان مشكلة الإنسان الحقيقية هي ابتعاده عن ربّه وضعف ايمانه به ، ولا سبيل للبشرية الى معالجة انحرافاتها ومشاكلها إلا بالايمان والتقوى.
[١٢٥] الثاني : ولكي يتصل الإنسان بربّه ويكون متقيا ، يجب ان يتغلب على مشكلة الشرك لهذا نجد الياس في الوقت الذي يدعو قومه لتقوى الله يأمرهم بنبذ
__________________
(١) المنجد كتاب الاعلام ص ١٣٦ الطبعة ٢٦.