المعصية ـ وبهذا تجاوز النبي (ع) محنته ليخلّف للبشرية درسا في معالجة الخطأ. ولو لا أنّه أصلح خطأه لاحاط به.
(فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)
وذلك بان يكون قبره في بطنه.
[١٤٥] ولكن الله أخرجه من بطن الحوت بعد توبته.
(فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ)
اي مريض والسقم شدة المرض ، اما العراء فهي الصحراء.
[١٤٦] (وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ)
لأنه ربما كان يحتاج الى الظل كعلاج الى سقمه ، قال الامام علي (ع) :
«وأمر الله الحوت ان يلفظه فلفظه على ساحل البحر ، وقد ذهب جلده ولحمه ، وأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهي الدّبا ، فأظلته من الشمس ، ثم أمر الشجرة فتنحت عنه ووقعت الشمس عليه فجزع. فأوحى الله اليه : يا يونس لم لم ترحم مائة الف أو يزيدون وأنت تجزع من تألم ساعة؟ فقال : يا رب عفوك ، عفوك ، فرد الله عليه بدنه ، ورجع الى قومه وآمنوا به» (١)
ويبدو ان الشجرة لم تكن تظله وحسب ، وإنّما كان يتداوى بها عن مرضه ، لان ثمر هذه الشجرة ـ وهو القرع ـ بارد طبعه كما يقولون ينفع الجسم الملتهب.
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٤٣٦).