الخاطئة ، والتصورات التي اعتقد بها المشركون نجد تنزيها لله عز وجل بأكرم الألفاظ وأجلها عنده تعالى وهي لفظة «سبحان».
ان دعوة القرآن للمؤمنين بأن لا يبالغوا في وعظ المشركين لا تعني أن يرضوا بهم وبما يدّعون ويعملون ، انما يجب عليهم التسبيح تنزيها لله وذلك لكي لا يتأثروا بشركهم ، لأن من طبيعة البشر تأثره بأفكار الآخرين ولو جزئيا ، فاذا لم يكونوا قادرين على ان يتخذوا موقفا عمليّا أو قوليا فليسبحوا ربهم في قلوبهم تسبيحا كثيرا.
(سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ)
الناس على اختلاف أديانهم ومذاهبهم الفكرية يصف كل جماعة منهم ربّه بوصف لا يليق ومقام الربوبية ، ولكن عباد الله المخلصين هم الذين يصفونه بما يليق به عبر التسبيح.
وقد اختلف المفسرون والفقهاء في تحديد أفضل كلمات الذكر ، فمنهم من قال : انه «الحمد لله» وقال آخرون : انه «لا اله الا الله» وجماعة ثالثة قالوا : «الله أكبر» هو أعظمها ، والذي ـ يبدو لي ـ ان كلمة «سبحان الله» هي أعظمها وأثقلها وزنا عند الله ، لأن طبيعة الإنسان طبيعة مرتكزة في الجهل بمعناه الشامل ، وبالتالي في الابتعاد عن الله ، وهذا ما يدعوه إلى تصور الخالق حسب طبيعته ، فاذا به يصوره محدودا ، عاجزا ، جاهلا ، مركبا ـ مثلا ـ انطلاقا من نظرته الى نفسه والأشياء من حوله ، ثم إن روعة جمال الطبيعة ، وتزين الشهوات التي تدعو النفس إليها ، وسيطرة الجبارين والمترفين كل ذلك قد يبعد المؤمن عن ربه ، ويجعله يشرك به شركا خفيّا ، مما يجعله يحتاج إلى تكرار التسبيح.