مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ) (١)
[١٧٨] ويرجع السياق مرة ثانية للتأكيد للرسول على ضرورة تركه للكفار وهجرهم ، وانتظار الفرج الإلهي.
(وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ)
اي حين يحين موعد الانتقام الإلهي منهم ، بتحطيم كبريائهم ، ونصر رسوله عليهم.
[١٧٩] ويبين السياق أن عاقبة النصر لرسوله ، والهزيمة للكفار واقعة لا ريب فيها حتى لكأنها امام بصر الجميع.
(وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ)
حينما نتلو القرآن نجد آيات كثيرة منه تؤكد على الرسول بأن لا يقتل نفسه بتحميلها بالغ الهم من أجل الذين يرفضون الرسالة ، وأن مسئوليته تنتهي بتبليغ رسالته ، وهذا الأمر يهم المؤمنين الذين يسيرون في خطّ الرسول (ص) أيضا ، فواجبهم هو أن يكيّفوا أنفسهم وسلوكهم في الحياة حسب تعليمات ربهم أثناء الدّعوة إليه ، فإن آمن الناس التحقوا بهم ، وإن كفروا فهم وشأنهم ، وليس مطلوبا أن يبالغوا أكثر من اللزوم في هدايتهم ، لأن ذلك قد يصرفهم عن بعض الواجبات ، ويؤخر مسيرتهم باعتبارهم سوف يصرفون جهودا مكررة بالأولى لهم أن يبذلوها في أعمال وخطط أخرى تقدم العمل خطوة إلى الإمام.
[١٨٠] وختاما لهذه السورة التي عالج سياقها موضوع الشرك ، وبعض الأفكار
__________________
(١) هود / (٨١).