يرفعان المجتمع الى الأعلى دائما حيث العزّة الإلهية. كيف يتم ذلك؟
كما القارب يسير مع التيار كذلك الحياة تسير مع السنن الحاكمة عليها ، فمن مشى مع تلك السنن حملته الحياة إلى الأعلى ، ومن عارضها خاب سعيه وبارت خطته.
فالحقد والبغضاء والتهمة والعداوة تفصم عرى المجتمع ، وقد بنى الله الحياة على أساس الوحدة لا التفرقة ، فتيار الحياة يجري باتجاه التجمع ، وهل يصعد ذلك التيار إليه سبحانه؟! كلّا ... إنما الصاعد إليه الحب والتعاون والإيثار.
إنّ الكون قائم على أساس البناء لا الهدم ، وإنّ الذي يبني يتقدم على الذي يهدم لأنّ سنن الله تؤيد الذين يبنون ، ويخطئ أولئك الذين يمكرون السيئات ، ويعتقدون أنّ باستطاعتهم أن يتقدموا بها ، فليس هؤلاء فقط لا يصعدون الى الله ، ولا ينالون من عزّة الله شيئا ، بل لهم عذاب شديد.
(وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ)
المكر هو الحيلة ، ومن يعيش عليها لا يفلح.
(وَمَكْرُ أُولئِكَ هُوَ يَبُورُ)
عملك الصالح يرفعه الربّ ، ومكر أولئك ينزّله ، ويبور أي يفسد ، وكثير من الناس الذين يبتزّون الناس ، كالمهر بين والمحتالين ، نجدهم ربما يربحون مرة ربحا خياليّا ، ولكنهم بالتالي يخسرون.
والعزّة يعني أن تبحث عن الطريق القويم ، فتمشي فيه ، وآنئذ سوف تجد أنّ سنن الحياة كلها تخدمك.