[١١] ويؤكد السياق شمول تدبير الله لشؤون الإنسان ، ويبيّن كيف تجري تقلّبات حياة البشر على كفّ تقدير الله سبحانه ، فلقد خلقنا من تراب أوّلا ثم من نطفة ثم خلق لنا أزواجا ، ورزقنا ذرية ، لا نعرف جنس الحمل ولا تقديراته.
(وَاللهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْواجاً)
حتى تستأنسوا الى بعضكم.
(وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ)
لأنّك في لحظات الجنس قد لا تفكر في شيء ، ولكنّ الله يعلم ما تحمل كلّ أنثى. أهو ذكر أم أنثى ، كما يعلم ماذا يؤول اليه مصيره.
(وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتابٍ)
كم يكون عمر هذا المولود؟ وهل سيعمر طويلا؟ أو يباغته الأجل في عزّ طفولته أو ريعان شبابه؟ كل هذه التساؤلات في كتاب عند الله ، لا يضل ربي ولا ينسى.
(إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ)
هذه الأمور ليست عسيرة عند الله كما هي عسيرة عندك.
[١٢] (وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ سائِغٌ شَرابُهُ وَهذا مِلْحٌ أُجاجٌ)
الفرات والأجاج تأكيد لشدة العذوبة ولشدة الملوحة.
(وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها)