ذلك الملك.
وهذا القول مردود عليه في أكثر الروايات نظرا لمتنه الذي يمس بكرامة الأنبياء وتقواهم فعن الشيخ الصدوق رحمه الله ، باسناده الى أبي عبد الله (ع) ، أنه قال لعلقمة
«إن رضا الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط ألم ينسبوا داود (ع) الى أنه تبع الطير حتى نظر الى امرأة (أوريا) فهواها ، وأنه قدم زوجها أمام التابوت حتى قتل ثم تزوج بها» (١)
وقال الامام أمير المؤمنين (ع) :
«لا أوتى برجل يزعم أن داود تزوج امرأة أوريا إلّا جلدته حدين ، حدا للنبوّة وحدا للإسلام» (٢)
ونجد هذا الرأي مكتوبا في التوراة الموجودة في أيدي الناس ، وهذا دليل على أنها محرفة ، وإلّا كيف تنسب الى حاكم بل نبي من أنبياء الله هذه التهمة الرخيصة ، وهو يؤتمن على رسالة الله وعباده؟
والأشكل في الأمر أن هذا الرأي تسرب الى كثير من تفاسيرنا ، وحينما نقتبس افكارنا في تفسير القرآن من التوراة المحرفة ، وننسب للأنبياء هذا الظلم والانحراف ، بل هذا الشذوذ ، عندها لا نرى ضيرا إذا حكمنا رجل كالمتوكل العباسي ، أو معاوية ابن أبي سفيان وولده يزيد ، لأنه إذا كانت ثقافتنا مشوبة بهذه الأفكار الباطلة ، فانها سوف تدعونا لاتباع السلاطين والملوك الظلمة على أنهم خلفاء لله
__________________
(١) نور الثقلين ج ٤ ص ٤٤٦.
(٢) نور الثقلين ج ٤ ص ٤٤٦ نقلا عن المجمع.