يُحِبُّ الْفَسادَ) (١). ولهذا عقّب القرآن مبينا أهم وظائف الحاكم وما يتصل به من مؤسسات تشريعية وقضائية وتنفيذية قائلا :
(فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ)
ولكي يلتزم الحاكم بالحق يجب أن يتجاوز أهواءه وشهواته ، حتى لا تنعكس علاقاته الاجتماعية ، ولا ضغوط الناس واغراءاتهم على آرائه في الحكم.
(وَلا تَتَّبِعِ الْهَوى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ)
ومن أجل أن نعرف معنى من معاني هذه الآية الكريمة تكفينا نظرة واحدة لواقع المسلمين ، الذين صاروا ضحية لأهواء الحاكمين في الأمة ، أو ليس أبعدوا الإسلام عن الحكم لأنه يتناقض مع أهوائهم ، ولأنهم لا يجدون فيه مبررا لنزواتهم وتصرفاتهم المنحرفة؟ وهذا هو الضلال.
ومن هذه الآية الكريمة استوحى الحديث الشريف ولاية الفقيه فقال الامام الصادق (ع) :
«فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه ، مخالفا على هواه مطيعا لأمر مولاه فعلى العوام أن يقلدوه»
ويضيف الامام (ع):
«فأما من ركب من القبائح والفواحش مراكب فسقة فقهاء العامة فلا تقبلوا منهم عنّا شيئا ولا كرامة» الى أن يقول : «وهم أضرّ على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد عليه اللعنة على الحسين بن علي (ع) وأصحابه ، فإنهم يسلبونهم
__________________
(١) البقرة ٢٠٥