الأرواح والأموال» (١)
ثم يهدد ربّنا أولئك الذين يبتعدون عن الحقّ والسبيل المستقيم بسبب أهوائهم فيقول :
(إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ بِما نَسُوا يَوْمَ الْحِسابِ)
وقال يوم الحساب ولم يقل القيامة ، لان الذي ينسى أنه محاسب أمام الله على كلّ حركاته وسكناته ، وعلى أهوائه بالخصوص ، يفقد اتزانه وضوابطه في الحياة فيخالف الحقّ ويتبع الهوى من دون حساب.
أخطاء الأنبياء :
وكلمة أخيرة : لماذا نجد في القرآن تشهيرا بالأنبياء وأخطائهم كقوله تعالى عن آدم (ع) (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) (٢) أو عن النبي يونس (ع) : (سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (٣) وعن داود (فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ) (٤) وعن النبي الأكرم (ص) : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) (٥)
الجواب : هناك حكم كثيرة ، من أبرزها معرفة الناس أن الأنبياء ليسوا بآلهة فلا يرفعونهم إلى مقام الرب. هكذا جاء في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله في
__________________
(١) بح ج ٢ ص ٨٨.
(٢) طه ١٢١
(٣) الأنبياء ٨٧.
(٤) ص ٣٤.
(٥) الفتح ٢