والاجتماعي وغيرهما ، وينصر المؤمنين ويهدي المستضعفين إلى الحق ، وأي طموح أعظم من هذا الطموح؟!
إن سليمان كان يعرف انه نبي ويسير على الحق ، لهذا سأل الله الملك والقوّة لتحقيق اهداف رسالته. ومن يطلع على حياته يجدها جهادا من أجل إعلاء كلمة الله ، ولعلّ الاشارة إلى الجياد في هذه السورة المباركة تهدينا إلى هذه الحقيقة. وفي سورة النمل حيث انتهت القصة بإسلام بلقيس وقومها صورة من حياته المليئة بالجهاد.
الثالث من آداب الدعاء أن ينتهي بالثناء والحمد لله وذلك بذكر أسمائه الحسنى وفي مقدّمها اسم «الوهاب» الذي ذكره أكثر الأنبياء في دعواتهم ، قال تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١)
[٣٦] وقد استجاب الله لدعوة نبيه ، بتمييز ملكه بما لا يتكرر مستقبلا.
(فَسَخَّرْنا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخاءً حَيْثُ أَصابَ)
فهي تجري كيفما يريد ، وأينما يريد.
وجاء في تفسير علي بن إبراهيم حديث مأثور عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال :
«خرج سليمان بن داود من بيت المقدس ومعه ثلاثمائة الف كرسيّ عن يمينه عليها الانس ، وثلاثمائة الف كرسي عن يساره عليها الجن ، وأمر الطير فأظلتهم ،
__________________
(١) الأعراف / (١٨٠).