تذكر الأصوات من تاريخ الرسل والرسالات ، وأن تكون حاضرة في ذهنه أبدا ليستعين بذكرها على مواجهة مصاعب الحياة ومشاكلها من أجل الاستقامة في طريق ذات الشوكة.
(وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ)
الذي كان في نعيم من الدنيا ، ثم انتقل منه الى الفقر والمرض ، لكنه استقام بعبوديته لله ولم يكفر ، لأنه كأي مؤمن مخلص ينظر للحياة بنور الله ، فهو لا يضره إن فقد كل نعيمها وبقي له الايمان ، كما لا يجد لها طعما لو جمعت له لذاتها ولكنه فقد جذوة الايمان من قلبه وعمله. وقد تجلت عبودية أيوب (ع) في الغنى بشكره ، وفي الفقر بصبره واستقامته.
(إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ)
أي اذكر من حياة أيوب هذا الموقف العظيم حين دعا ربّه في الضرّاء ، وهذا الموقف عظيم لان من الصعب على الإنسان وهو تتوارد عليه الضغوط والمشاكل من كل جانب أن يخلص توجّهه الى ربّه الأحد ، فهو حينما يجد مس الفقر والجوع ربما يعتقد بأن الغني أو الحاكم هو الذي ينقذه من هذه الورطة ، وحينما يحوطه المرض غالبا ما يتصور بأن علاجه عند الطبيب لا بسببه ، وهكذا يقع في الشرك ، لكن أيوب تجاوز كل ذلك وحافظ على ايمانه وتوحيده الخالص.
[٤٢] ولم يكن البلاء الذي تعرض له أيوب بسبب ذنب عمله ، فهو معصوم مطهر عن المعصية ، وما أراد الله من ابتلائه :
«الا رحمة ليعظم له الثواب ، وجعله عبرة للصابرين ، وذكرى للعابدين في