كل بلاء نزل ، ليأنسوا به بالصبر ورجاء الثواب» (١)
فلما أتم الله الابتلاء وأظهر صدق نبيّه ومعدنه رفعه عنه ، وعوضه عما فقده بما هو خير منه ليعرفنا ربّنا بأن العاقبة للمتقين الصابرين.
(ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ)
قال الامام الرضا (ع) :
«فركض برجله فانفجرت له عين فدخل فيها فاغتسل فأذهب الله تعالى عنه كل ما كان به من البلاء» (٢)
[٤٣] وبالاضافة الى إشفائه من الأمراض والعلل التي لحقت بجسمه ، ردّ الله عليه ما فقد من الأهل سواء الأبناء أو الأقرباء.
(وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ)
أي تضاعفوا فاذا كانوا عشرين صاروا أربعين ، وقد حملت هذه الآية على عدة تفاسير :
الاول : أن أهله ماتوا فأحياهم الله ، وأضاف إليهم مثلهم.
الثاني : أن الله عوضه عمن مات من أهله ببنين وبنات آخرين.
الثالث : أن أهله تفرقوا عنه لما أصابه من بلاء ، فجمعهم الله له وعطف قلوبهم عليه.
__________________
(١) المصدر / ص (٣٦٠).
(٢) المصدر ص (٣٦٦).